الاحتواء
عند العودة إلى المنزل بعد يوم حافل في الحضانة، عادةً ما يكون لدى الأطفال تجارب مميزة يرغبون بمشاركتها مع والديهم، وقد يشكل الأمر الضغط على الوالدين خلال اليوم بسبب إنشغالهم في الأعمال وأمور الحياة المختلفة، ولمساعدة طفلكم على تنمية مشاعره ودعمها، لا ينبغي تجاهل هذه التفاصيل الصغيرة، وتسمى هذه العملية بالاحتواء.
ما علاقة الاحتواء بوقت النوم للأطفال؟
اربطي بين روتين نوم طفلكِ وبين الفترة التي يعبر فيها عن مشاعره وتجاربه اليومية، ويتضمن ذلك سؤاله عن يومه وعن التجارب التي مر بها في الحضانة أو أثناء اللعب وإعطائه المجال ليعبر عن أحاسيسه، ومن الممكن القيام بذلك خلال الاستحمام قبل النوم. يساعد احتواء الأطفال على زيادة شعورهم بالأمان وتعزيز الاسترخاء الذي يوفر لهم نوماً أكثر جودة بشكل عام، لذلك أخبري طفلكِ أنّ ذلك سيكون روتيناً يومياً وأشعريه بالاهتمام والحب قبل النوم لجعل التجربة أمراً ممتعاً يتوق إليه كل يوم.
التواصل
بالنسبة للأطفال، قد يكون وقت النوم أمراً مخيفاً لأنه يشعرهم بالانفصال عن والديهم، خصوصاً في المراحل الأولى من النوم بمفردهم، ولجعل ذلك أمراً أكثر سهولة لهم، يمكن للوالدين العمل على بناء ثقة الطفل بنفسه ودعم استقلاليته وتوفر الحب لهم ليشعروا بالأمان بمفردهم أثناء النوم.
كيفية تطوير الاستقلالية عند الأطفال للنوم بمفردهم
أهم نقطة حول هذا الموضوع هي توفير فرصة اللعب بشكل مستقل على الأرض لفترات قصيرة لبناء ثقة الطفل ومهاراته الحركية تدريجياً، كما أنّ الأطفال بشكل عام يحبون تقديم المساعدة والشعور بأهميتهم، لذلك فإنّ منحهم مهام مناسبة لعمرهم لإكمالها والنجاح فيها يبنى كفاءتهم الذاتية ويزيد من شعورهم بالأمان وهم بمفردهم. تذكري أنه من الضروري عدم إجبار الطفل على الانفصال والنوم بمفرده قبل أن يكون جاهزاً لذلك لأنّ ذلك سيؤدي لتفاقم المشكلة.
كيفية توفير أقصى درجات الحب والأمان للأطفال
هناك مفهوم يسمى "خزان الحب"، ويمكنكِ ملء خزان الحب الخاص بطفلك من خلال الترابط العاطفي والتواصل الجسدي، وعندما يمتلئ هذا الخزان، يصبح النوم أكثر سهولة وسلاسة نظراً لشعور الطفل بالأمان والسعادة، وفيما يلي بعض النصائح للقيام بذلك:
للأطفال الرضع
- اللمس الجسدي (الاحتضان، التدليك، التقبيل).
- الدغدغة والضحك.
- الإبقاء على مسافة لصيقة.
- الرقص معاً.
- سماع الموسيقى الهادئة معاً.
- اللعب الحسي.
للأطفال بسن المشي
- اللعب وممارسة الأنشطة معاً.
- الدردشة وطرح أسئلة مسلية.
- اللمس الجسدي (الاحتضان، التدليك، التقبيل).
- الاهتمام بما يقولونه بشكل جدي.
- التواصل البصري.
- تخطيط الأنشطة معاً.
كيفية التواصل مع الأطفال أثناء وقت النوم
- ابتكار مصافحة خاصة.
- مشاركة اللحظة المفضلة لديكم خلال اليوم.
- سؤالهم عما يرغبون في أن يحلموا به كل ليلة.
- إجراء فحص جسدي لهم.
- إخبارهم بمدى حبكم لهم بطريقة مرحة.
التهدئة
رغم أنه لا يمكننا إجبار الأطفال على النوم، إلا أننا نستطيع خلق بيئة هادئة تتيح لهم النوم بشكل مريح وعميق، حيث أنّ النوم يرتبط بالهدوء بشكل منقطع النظير، وينطبق ذلك على الكبار أيضاً، ومن خلال اتباع بعض ممارسات التهدئة، يمكن تحويل النوم من شيء لا نستطيع فرضه إلى شيء يمكننا تحفيزه بشكل فعال.
كيفية تهدئة الطفل الرضيع قبل موعد النوم
- تأكدي أنّ غرفة الحضانة قليلة الإنارة وهادئة وذات درجة حرارة مناسبة.
- الحفاظ على روتين ثابت قبل النوم.
- كوني صبورة وغير عصبية في حالة بكاء طفلك.
- يمكن أن يساعد تقميط الأطفال حديثي الولادة في تهدئتهم ومحاكاة رحم الأم لتعزيز شعورهم بالأمان.
كيفية تهدئة الطفل بسن المشي قبل موعد النوم
- قومي بإيقاف تشغيل الشاشات قبل ساعة على الأقل من وقت النوم.
- الاستحمام الدافئ يوفر راحة وهدوء إضافي إلى الأطفال قبل وقت النوم.
- احتضني طفلكِ وقومي بالغناء له بصوت منخفض.
- اقرئي لطفلكِ قصة قصيرة قبل النوم.
مع وضع هذه الثلاث نقاط في عين الاعتبار، يمكنكِ تغيير تجربة وقت النوم لطفلكِ لجعلها أكثر فائدة ومتعة، لذلك تذكري في المرة القادمة التركيز على الاحتواء والتواصل والتهدئة ليشعر طفلكِ بالسعادة والثقة مع الحصول على نوم مثالي كل ليلة.